من أسباب تأخر الإنسان وضعفه هو البعد عن تزكية النفوس ويتسبب ذلك في ظهور أمراض القلوب داخل النفوس كالكبر والهوي والأحتكار والأستعلاء والكذب والحسد وغيرها. سنتعرف فى هذا المقال علي معني تزكية النفس وأنواعها وحكمها وأهميتها وطرق الوصول إليها ولماذا نحتاج إلي تزكية النفس وما أثر ذلك علي الأنسان والمجتمع؟ فتابع معي.
لماذا نحتاج إلي تزكية النفس وما أثارها علي الأنسان والإيمان؟
![]() |
لماذا نحتاج إلي تزكية النفس وما أثارها علي الأنسان والإيمان |
أولا معني التزكية
معناها النماء والطهارة أي إبعاد المعوقات والمدنسات عن النفس وتنقيتها بالتقوي وملئها بما ينفع الناس وكما ورد في القرأن الكريم (قد أفلح من زكاها) أي زكي نفسه وبهذا المعنى تكون التزكية هي عبارة عن تعبدات وتخليه وتطهير القلب.
فتزكية الروح والنفس بالصلاة، وتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، والتسبيح له سبحانه أمرفي غاية الأهمية وله أثركبيرعلي الإيمان والدين ؛ فالنفس البشرية إذا لم تتطهر من أمرضها وعيوبها، وتتصل بخالقها فلن تقوم بالتكاليف الشرعية المفروضة عليها، والعبادة والمداومة عليها تعطي الروح قوة وتغذيها، وتعطي دافع قوي إلى القيام بما تؤمر به.
ثانيا أنواع تزكية النفس
التخلية: يقصد بها تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها السيئة.
التحلية: فهي عن طريق الأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق السيئة بعد أن خليت منها.
ثالثا حكم تزكية النفس
هو الوجوب خصوصا في وجود أي مرض من أمراض القلوب أو صفة من أوصافها السيئة.
رابعا أهمية تزكية النفوس ولماذا نحتاج إلي تزكية النفس؟
- ذكرها في القرآن الكريم و جاء بها الرسول وهي من أهم الغايات التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) فالتزكية من تعاليم القرآن والسنة معا وهي هدف الدين الأسلامي.
- فضل من يزكى نفسه قال الله جل في علاه (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى....وذلك جزاء من تزكى).ودعاء الرسول (اللهم أعطي نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها).
- أن التقييم عند الله تعالى، ووزن الناس ومكانتهم عند الله، إنما على حسب قلوبهم، قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
- سبب من أسباب الفلاح والنجاح للمجتمعات فبالصفات والأخلاق الحميدة ترتقى المجتمعات والشعوب.
- حل المشكلات والنزاعات العائلية وبين الناس والأصدقاء فتزكية النفس تؤلف القلوب و العلاقات وهي سبب لطهارة القلب والروح.
- إرضاء لله تعالي وأمتثال لأوامره حيث أنه أمرنا بها في كتابه العزيز و طاعه للنبى صلى الله عليه وسلم فالتزكية هي أساس العبادات وغايتها فهي تربي الأنسان تربية روحية وإيمانية عالية.
- هي سبب لدخول الجنة والنجاة والبعد عن النار كما قال الله تعالي (جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى).
خامسا طرق التزكية وكيفية الوصول إليها
1- طرق معرفيه
- إدراك الغاية الكبرى من الوجود والسير عليها فعدم إدراك الغاية من الخلق وهى "عباده الخالق والإيمان به وطاعه الرسول" تجعلنا فريسة سهله لوساوس الشيطان ولإغراءات النفس وسهوله السيطرة عليها.
- إدراك حقيقة الدنيا والأستغناء عنها والتعلق بها والتفكر فى الأخرة فالحياة زينة وهي مرحلة وستنتهى فلا تحزن ولا تخف فهي مرحلة مؤقتة والإكثار من وعظ النفس وتذكيرها بالموت والدار الآخرة.
- العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته ونحتاج للتدبر فيها وفهم معانيها والدعاء بأسماء الله وبصفاته كدعاء النبى فإنه ينتهى بأسماء الله وهو سر من أسرار تقبل الدعاء والعباده الجيده لله كدعاء سيد الأستغفار (اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء يذنبى فاغفر لى فإنة لا يغفر الذنوب إلا أنت).
- إدراك حقيقة الضعف البشرى للإنسان لنفسه ولبقية البشر فيجب علينا أن نعيش بلا حول ولا قوة إلا بالله فتأثيرها قوى وعجيب.
- إدراك مراتب العبادات والقربات وفقه التقرب إلى خالقنا سبحانه وتعالى و التي تحتاج إلي الإيمان به.
- التأمل في أحوال الأنبياء في القرأن والسنه وكيف كانوا يدعوا الله ويعبدونه.
- محاسبة النفس.
- التحلي بالصبر واليقين.
- الأستغفار والتوبة.
2- طرق عملية وسلوكية
- يحتاج الإنسان إلي التعبدات القلبية كحسن الظن بالله واليقين بالله والتوكل والإنابة والتقوى...إلخ وهي تعالج القلوب من أمراضها.
- التعبد العملى كقرأه القرآن والذكر والنوافل.
- المجاهدة والرياضة أي ترويض النفس.
- الدعاء فهو أسرع طريق للوصول إلي الله.
سادسا أدعية لتنقية وتزكية النفس
- (اللهم أعطي نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها).
- (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها).
- (اللهم أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي، إنك أنت ربي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
- (رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري، ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
- (اللهم جدد الإيمان في قلبى).
- (يا مقلب القلوب، قلب قلبي على دينك ويامثبت القلب ثبت قلبى علي دينك).
- (اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك).
- (اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
- (اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها).
- (اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي).
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وتعلمنا لماذا نحتاج إلى تزكية النفس وما أهميتها وأثارها على الإنسان والإيمان والمجتمع. نتمنا أن نكون قد أفدناكم.